هي هكذا.. فما العمل؟

المصائب لا تستثني أحداً…فهي ليست حدثاً عشوائياً كما نظن..بل قانون الحياة صارم وحاسم من عند الله.
ليس هناك مجال للصدفة والعبث… فالحقيقة أنها أحداث مرتبة لها أسرار مخزونة في عالم الغيب {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [التغابن جزء من الآية: 11].
ومَنْ فقدناهم وذهبوا إلى ربهم…لا أمل في عودتهم…و لن ننساهم…وكيف ينسى المرء قطعةً من روحه؟ أو بَضْعَةً من جسده؟ ..بل نحن سنلحق بها.
فالحزن لن يقيم في القلوب إلى النهاية وما كان له أن يجد في قلب المؤمن قراراً.. وإنما ندفعه بالإيمان الذي يصنع الطـمأنينة ويعْمُر القلب بالرضا ويَسكب فيه السكينة.. ويَمُدّ جسور التواصل مع الراحلين.
فلنتفأل على طريقة معاذ بن جبل: (غداً نلقى الأحبة).
و الحياة يجب أن تسير…وأنّ قدَرَنَا هو أن نصبر…ونرضى… ونسعى لاستئناف الطريق..ولا نسمح للحزن أن يحوِّلَ حياتنا إلى مناحات وحِداد سرمدي دائم!
بل نترك الأمر لله، (إليه يُرْجَعُ الأمْرُ كلُّه).
فالله سبحانه أمرنا أن نعيش الحياة بكل ما فيها …نعيشها باغتباط وأمل، ولا نركن إلى اجترار آلامنا ومآسينا.
نعم …ستكون موجات متتابعة من الحزن تمر على القلب بين الحين والآخر وسيندَّسُ الشيطانُ ليمليَ: لو.. لو..لكن شعارنا قدَّر الله وما شاء فعل.
كل شيء بقدر، بَيْدَ أن الأشياء الجميلة تغادرنا أسرع من غيرها.. والموت نَقَّادٌ على كفه*** جواهر يختار منها الثمين.
مع ذلك نردد …ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
اللهم ارحم من فقدناهم واشتقنا إليهم ولم تشبع أرواحنا منهم.

د.أسامة الصَّلابي