القولبة
الاتكاء على المقولات الجاهزة يزدهر وينتشر عند الذين يخضعون للرؤية الأحادية في معالجة المشاكل.
مشكلاتنا اليوم لم تكن موجودة في حياة سلف الأمة ،ولا بالحدة التي موجودة اليوم ،فكيف يمكن أن نقتبس من تجارب حياة بسيطة للغاية لإصلاح حياة معقدة للغاية، ونحن نعرف من سنن الله تعالى في الخلق أنه لا تتسع مرحلة سابقة لمرحلة لاحقة.
خذ مثلا لمقولة الإمام مالك بن أنس رحمه الله :(لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها).
الذي أفهمه من كلام هذا الإمام الكبير أن المعنى المقصود هو أن إصلاح حال أُمتنا في أي مرحلة من تاريخها يستندُ إلى عين الأصول التي كانت سائدةً وقت نشوء الأمة ،والمبادئ والقيم التي تنسك بها الناس في صدر الإسلام من الإيمان العميق الصدق والأمانة والإتقان والتراحم والتسامح.
فعبارة الإمام مالك تتحدث عن مبادئ وأخلاق وسلوكيات ،وليست عن أساليب وأدوات تتطلبها مالجة ظروف غاية في التعقيد .
ولذلك..علينا أن نحذر من المقولات الجاهزة في توجيه وعينا ،وتحميلها ما لا تحتمله، ونبتعد عن السطحية في تنزيلها على الواقع.
وهذا ينسحب على مساحات واسعة في حياتنا السياسية والاجتماعية .
د.أسامة الصَّلابي