لماذا يصدق الناس الكذاب ؟

بمجرد أن يكتب شخص منشورا … مليءٌ بالافتراء والكذب عن شخص ما …تجدُ التعليقات في أغلبها مصدقةً للخبر وكأنّها استعذبت الخبر وفرحت به….و يبدأ سيل التهم والسب والشتم واللعن .
هل لأنّ بعض النفوس – وربما الأغلبية- مجبولة على الضراوة وحب الافتراس والتعدي؟…هل هذه الروح المليئة بالضغائن المدفونة تبحث عن متنفس لها؟.
ما المتعة واللذة بتحقير إنسان وإنزال اللعنات لمجرد أن غِراً مجهولاً ألقى طُعما مسموما ليكشف عن النفوس المريضة؟.

أين قول الله تعالى في حياتنا (فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)

سبحان الله كم تكشف أجواء الحرية عن العلل والأمراض وطغيان الأنا الفرعونية التي تبسط فرعنتها في العالم الافتراضي .. و وسائل الإعلام المختلفة بأسماء صريحة لا تخجل من كذبها أو أسماء مستعارة تترس خلفها نفوس معتلة وعقول مختلة .
كيف يسمح إنسان لنفسه أن يكون ألعوبة الأخبار والصفحات الكاذبة؟ ويسلم نفسه يُباع ويُشتري في سوق النخاسة .
(لكنني) أعتقد أن كتلة ضخمة من الأحقاد الضغائن جاثمة على الصدور هي التي تشكل الوعي والعلاقات …وهي ليست وليدة ظروف آنية بل هي نتيجة طريقة تربوية تتوارث جيلا إثر جيل ،وثقافة رديئة تنبع من الغفلة والضياع والجهل المركب.
ولاشك أن أمانة المصلحين والرواد ثقيلة …فعليهم أن يرتبوا الأولويات في التغيير وألا يستنزفوا أعمارهم في علاج النتائج ويضربون صفحا عن الأسباب التي أفرزتها .
وأخيرا…..لا تورط نفسك في أعراض الناس فتهلك مع الهالكين.