موازنات
جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «يا عائِشَةُ، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَديثُو عَهْدٍ بشِرْكٍ، لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ، فألْزَقْتُها بالأرْضِ، وجَعَلْتُ لها بابَيْنِ: بابًا شَرْقِيًّا، وبابًا غَرْبِيًّا، وزِدْتُ فيها سِتَّةَ أذْرُعٍ مِنَ الحِجْرِ، فإنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْها حَيْثُ بَنَتِ الكَعْبَةَ»صحيح مسلم.
لقد امتنع النبي صلى الله عليه وسلم من إدخال الحٍجْر في البيت وإعادة بنائه على قواعد إبراهيم خوفا من تغير قلوب قريش لانفراد النبي صلى الله عليه وسلم بتلك المفخرة دونهم، وإيمانُهم مازال غضاً.
فالنبي عليه الصلاة والسلام يُرسي في مسلكه هذا قواعد الحركة للدعاة،وقواعد الدولةللأمة..
فالمتغيرات كثيرة لا تتوقف مع اختلاف الزمان والمكان والأفهام الذي انبجس عنه فقه الموازنات بصورة دائمة وحية مع حركة الحياة.
وبهذا يمتلك المسلم هذا الفقه الحيوي القادر على التكيف والحركة مهما كانت المساحات أمامه ضيقة.
لا يوجد في خارطة المسلم أن يظل مكتوف الأيدي كلما واجهته مشكلة وهو الذي يملك منهجا يمده بالقدرة على الاستمرار .
د.أسامة الصَّلابي