الأحزان تَعْبُر ولا تستقر
لم يُعْرفْ عن النبي ﷺ أنه جدَّد المآتم ولا جعل للأحزان مواسم وذكريات ولا أياماً ومناسبات ولا يستدعي الآلام والعذبات…وإنما يستأنف الحياة ويتفاعل معها.
كان النبي ﷺ يظهر منه الحزن في حال الحزن ويتفاعل مع الحزن بالبكاء وبظهور أثر الحزن على الوجه… إلا أن الأحزان لم تكن تستوطن حياته ولم يكن يحفرُ للأحزان بئراً عميقاً في قلبه..وإنما كانت الأحزان تعبر ولا تستقر..فكان ﷺ يستأنف الحياة ولا يستصحب الحزن.
ولذلك الإنسان يحتاج دائمًا إلى أن يجدد حياته من حين إلى آخر مهما بلغت به الظروف والأحزان والابتلاءات.
اشعل شمعة جديدة من شموع الأمل في حياتك تنير لك الطريق كلما ذابت شموعك الأولى.
الشموع لا تنتهي مثلُ الأمل تماما .
برمج نفسك من جديد كلما تغيرت عليك الظروف … فالذين أرادوا دَفْنَكَ لم يعلموا أنَّكَ من صِنْفِ البذور .
توكل على الله فالحياة فرصة ومن العجز وسوء التدبير أن تستلم وتضع يديك على خدك وتشكو الأيام والزمان إياك أن تموت حياً وأن تقتل نفسك فما خُلقنا لنيأس خُلقنا لنقف ونخوض الحياة ..فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل فهي مرة واحدة لن تتكرر… وهل تصفو الدنيا لأحد…فالكيْس الكيْس.
إنما بالصبر والمصابرة والمجالدة مع لغز الحياة الممتع الجميل .
وتذكَّر دائما أنْ لا قيمة لنا بدون “الله” لذلك كن قريباً منه واجعل شكواك إليه وطلبك منه فقط فالشكوى لغير الله مذلة و مزلة وقال تعالى “فإنَّي قريبٌ أجيبُ دعوة الدَّاعٍ إذَا دعانِ”.
د.أسامة الصّلابي