هوِّن عليك
القراءة السليمة لأي أمر -أحداثا أو أوضاعا – تخفف مِن احتدام الضغط النفسي عند الإنسان..وتبعِد عنه الروح الغضبيةّ..وتجعله أكثر قدرةً على استيعاب الواقع وفهمه..والتعامل الصادق معه.. وتعيد الاتزان إلى العقل بحيث لا يضطرب ويتردى في مهاوي انسداد الآفاق.
فمن الأمور القاتلة النظرة التشاؤمية للأحداث أو الظروف من حولك وكأنها نهاية الدنيا ، و وتبدي وتعيد بالحوقلة والاسترجاع،واستدعاء أدبيات الطريق المسدود وأحاديث الفتن وما يجري في آخر الزمان .
هذه الروح اليائسة البائسة اعتادت أن تقارن الأمس باليوم فتبدأ في مدح الأمس، وذمِّ اليوم، والخوف من الغد!…. وهلمَّ جرا.
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما***قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم***لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
فالويلات والتحسر على فوات الماضي يأكل عمرك وحياتك في مناحات وكربلاءيات سجنِ الأحزنِ الذي يقبع فيه اليائسون.
لكن…لو أنك سمحت للأمل والاعتدال والتفاؤل والهدوءأن يهبّ على صدرك، وأن يتخللّ عقلك؛ لوجدت فيها جوانب عديدة من الخير.
حتى المصائب التي لا يَدَ للمرء في دفعِها، يمكن أن ينظر إليها بنظرة مختلفة تماما ، تأمل في حديث المصطفى : «عجباً لأمرِ المؤمِنِ، إنِّ أمره كله خيرٌ، وليس ذاك لأحد إلِّا للِمؤمِنِ، إنِ أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإنِ أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له»
لماذا لا نداوي هذه المخاوف وهذا التذمر من الأحوال بجرعة من التفاؤل،مع حسن التخطيط والمراجعة والتصويب … وندقِّقُ في بعض إيجابياّت الحاضر و التغيير الحاصل .. ونعيد برمجة عقولنا بالنظر إلى آثار التغيير البعيدة، ونوقن بالحكمة الإلهيةّ..التي هي أعدل وأحكم وارحم من نظرتنا وتحليلاتنا القاصرة.. فتبارك الله الخالق الحكيم الرحيم.
د.أسامة الصلابي