آية 155 من سورة آل عمران

(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا)

فائدة عظيمة في أثر الذنوب على الثبات عند الأزمات والشدائد…فالله يخبرنا في هذه الآية ،أن الصحابة الذين فروا يوم أحد (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا)..أي أوقعهم الشيطان في هذا الفرار بسبب بعض ذنوبهم .

والآية في عمومه.. تكشف عن حالة النفس المؤمنة عندما تزل في وَحْلِ الذنوب وتتلوث بالخطايا..إنَّها تصاب بفقدان الثقة في قوتها..ووهنٍ في ارتباطها بربها…فلا توازن ولا تماسك .
حالة ارتباك مصحوبة بالاختلال والاضطراب ،وهجوم الوساوس والهواجس… وهذا ديدن الذنوب والمعاصي في أصحابها.

و مِنْ ثمّ يجد الشيطان طريقه إلى هذه النفس ، فيقودها إلى الزلة بعد الزلة .

فمن هنا كانت أهمية المسارعة بالاستغفار والتوبة والحذر من التسويف،كي يَسُدَّ المؤمنُ كلَّ ثغرة يدخل منها الشيطان ..ثغرة الانقطاع عن الله..والبعد عن ركنه الركين.. فالاعتراف والرجوع خير من الاسترسال والعناد .

قال تعالى “إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ “
فشتان بين العمى والإبصار …. فالاستجابة للشيطان ظلمة، و الاتجاه إلى الله نور.

د.أسامة الصلابي