الأنس بالله
الإيمان العميق يوفر مصدراً للأنس والطمأنينة والقوة والجلد في مواجهة الحياة وصروفها المتقلبة .
وأعني بالإيمان الصحيح العميق ليس مجرد التصديق بوجود الله تعالى و الإقرار بأنَّ لله تعالى علينا حقوقا…
لا لا ..إنَّه يتجاوز ذلك إلى نوع من الشعور الخاص بالله.. ميلِ القلب إليه والأنس به سبحانه والاطمئنان بذكره والحياء منه والهيبة له…والركون إلى جواره.
إنه تَمَكُّن الشعور بمعية الله تعالى وقربه واطلاعه على عبده في كل احواله.
وهذا مقام الإحسان الذي أطلقه عليه عليه الصلاة والسلام حين سأله جبريل عن الاحسان ،حيث قال :”أن تعبد الله كأنَّك تراه ،فإن لم تكن تراه ،فإنه يراك”
وقال سبحانه” {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ..} الآية:186
وقال” مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ” {المجادلة:7}.
جوهر التيار الروحي الذي نحتاجه اليوم لمواجهة التيار المادي الهائل
هو لذة المناجاة وكثرة التعبُّد والشعورة بمعية الله تعالى.
الناس اليوم في زماننا ينتشرون في كل اتجاه بحثا عن المتع والملذات.
ولكنَّهم في كل مرة يشعرون بخيبة الأمل…إنهم يمتِّعون أجسادهم…لكنَّ العتمةَ والظلمة أصابت أرواحهم،فحالة الانقباض والقلق والسآم من الحياة هو الشعور السائد والعياذ بالله …فهم كما شأن شارب البحر ،كلما ازداد شربا ازداد ظمأً وعطشاً.
لا نجاة من هذه الحالة إلا بالعودة الظافرة إلى كنف الله فلا أنس ولا راحة إلا بطاعته وذكره والإنابة إليه .