العوائق
قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) آية 24 سورة محمد.
التدبر هو التفكر..وهو مأخوذ من الدُّبُرِ وهو مؤخر الشيء.
قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: «دُبُرُ الشيء : هو آخره وخَلْفُه ، بخلاف قبله .
وكأنَّ الناظر في آيات القرآن يُعْمِلُ عقله وفكره فيها، ويلاحظ أواخر معاني كلماتها، أي المعاني الخفية، واللطائف الدقيقة، والنكات اللطيفة، التي لا يلاحظها الإنسان العادي .
العوائق
وقد أشار قوله :(( أَمْ عَلى قُلوب أقفالها )إلى العوائق التي تحول بين الإنسان وبين تدبر القرآن، وهي الأقفال على القلوب.
إنها أقفال عديدة، وهي خاصة بتلك القلوب – لأنها أضيفت إليها…وكأنها جاءت على قدرها ومقاسها !
وهذه الأقفال ليست أقفالاً حديدية محسوسة، بل هي أقفال معنوية مكتسبة.
إنها المعاصي والمنكرات والفواحش والشهوات، التي يقترفها الإنسان، فتنكت في قلبه نكت سوداء، وكأن كل واحدة قفل على القلب.
وتزاد الأقفال والنكت السوداء بازدياد المعاصي والمنكرات. حتى تغطي على ذلك القلب البائس المسكين، فتغلقه، وتطمس له نوره، وتظلم عليه حياته …وبذلك يحرم من الخير العميم، ويُحال بينه وبين تدبر القرآن.