(أَبِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ)

هكذا حسم النبي صلى الله عليه وسلم أي استدعاء لعفونة الجاهلية عند أي اختلاف ينشب بين المسلمين …وذلك لأن هذا الاستدعاء هو مدعاة للتشرذم والتشظي وتشطير المجتمع إلى مجموعات مختلفة. وهذا مخالف لأخوة الإسلام، وولاء المؤمنين بعضهم لبعض.
واليوم، عندما نشاهد ونقرأ في صفحات التواصل من يصف مدينة أو جهة كاملة بأنها حدود إسرائيل أو برقائيل أو متصهينون لا يعلم هذا القائل شناعة ما يلفظ به لسانه …كما قال سبحانه {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}
هذه الخطاب الجاهلي يفتك بالنسيج الإجتماعي.
ويبدأ بألفاظ التعميم الذي تشمل المظلومين والمغلوبين على أمرهم . الذين ماذا عساهم أن يفعلوا؟.
فالتعميم وإلقاء الكلام على عواهنه مخالف لمنهج الإسلام في علاج القضايا التي تنشب بين الناس.
ففي القرآن الكريم لم يسبْ يوما قريشا وهي التي كانت تعادي الإسلام حيث قال {هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }.. والذين كفروا هم قريش…لكن لم يذكر اسمها، لأن هناك من الصحابة من هو قرشي. وهناك من هو قرشي ومغلوب على أمره لا رأي له، ولا طاعة.
فمن العدل والإنصاف أن نتذكر أن التعميم ظلم.
ومن وقف هذا الموقف من قافلة الصمود ليسوا أهل المنطقة الشرقية أهل برقة الكرام الذي عرف عنهم البذل والعطاء والعاطفة الجياشة تجاه قضايا أمتهم.
لكنّ القوة الحاكمة بالمنطقة الشرقية وأذرعها الإعلامية وأدواتها التنفيذية..كان له رأي آخر وهي متماهية مع حلفائها من مصر والإمارات.
فإياكم و الخطاب الجهوي أو القبلي أو يحمل التشفي من أناس ساء اختيارهم وتدبيرهم، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ»
فلا يجوز التعميم أو اللمز بالألقاب من (صهينة) (وبرقائيل)، او حدود إسرائيل تقف حيث تقف القافلة فهذا كله الظلم وبقايا الجاهلية الذي تفرق وتشتت الأمة الواحدة.