عُشاق الحَقِّ
يروى أن أبا بكر -رضي الله عنه- قال يوصي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “((إنما ثَقُلَتْ موازينُ من ثَقُلَتْ موازينُهم يوم القيامة لاتِّبَاعهم الحقَّ..والحقُّ ثقيلٌ على النفوسِ.
وإنما خَفَّت موازينُ من خَفَّتْ موازينُهم يومَ القيامةِ لاتِّبَاعهم الهَوىَ.. والهوى خفيفٌ على النَّفُوسِ”)).
خُدَّام الحق أصحاب نفوس رفيعة تكره الباطل وتَمُجُّه.. وتشمئزُّ منه.. وتشعر بالشقاء لو أنها قَارَفَتْه أو اقتربت منه.. نفوسٌ لا ترتاح إلا للحق ولاتأنس إلا به فتهش له..وترى في ذلك كرامتهاوعظمتها في الدنيا والآخرة…فتستحلي مرارة الدفاع عنه.
قال أحمد شوقي رحمه الله :
إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً….لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا
وفي كل زمن يوجد من يحتضن الحق.. ويستريح إليه.
قال تعالى((وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ))الأعراف آية(181).
لقد استقر في قلوبهم وتمكَّن منها،أنّه مهما طال المدى فالعاقبة للحق ،والفوز له في نهايةالمضمار.
وأنَّ العطاء والبذل مهما كلف من خسائر.. وحمل من مشقة وتعب فإن القاعدة القرآنية لابد أن ترسو قواعدها وهي قوله -جل شأنه-: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ).