سيادة المظهرية

صار الحديث عن طهارة القلب وصفاء الروح ومعالجة المهلكات النفسية من ذميم الصفات حديثا من أحاديث الماضي، ويُنْظر إليه أنه لا يعيش عصره..واعُتبر من الوعاظ الدراويش الذين إذا رأهم الناس طلبوا الدعاء والبركة.
اهتمامات الناس تتجه إلى كل ما هو مادي محسوس،ولذلك لسيطرة ثقافة الشكل المظهر الذي يُضخ من كل حدبٍ وصوب….وهيمنة على العقول المبالغة في المظهر ،في اللباس ،والأثاث، والمركوب، وأصناف الأطعمة، وصارت قضايا أساسية في الحياة اليومية،لنسدَّ عجزنا ،و ما قعدت بنا عن الوصول إليه إمكاناتنا، واستعداداتنا.
وهذا كله كان له الأثر العجيب في وجود أجيال في وجوهها إشراق و وسامة، وفي أرواحها ظلمات وقتامة، وفي ثيابها أناقة وقد انطوت نفوسها على العلل والأمراض التي أفسدت بهجة الروح.
هل ضاعت مِنَّا البوصلة في تقييم الأمور ،وغُمَّ علينا وزن الأمور في نصابها، ونحن نحسب أننا على شيء.
فإلى كل أؤلئك الذين يبحثون عن الطمأنينة والانشراح والسعادة ،إنها تنبع من داخلك، وإن التماسها في غير ذلك مضيعة للعمر .
د.أسامة الصلابي