خاطرة….في الفهم

كلما رجعنا إلى الوراء كانت الخبرات البشرية أقرب إلى مرحلة الولادة والطفولة، أمّا اليوم فإننا نعيش في مرحلة النضج في معظم مناحي الحياة.
وهذا يجعلنا نتعامل مع مورثنا الثقافي والتاريخي بحصافة وفطنة بحيث نحترم جهود السلف، ونعتز بها في فهم النصوص ، وليس في فهم الحياة ، وتفسير الظواهر وأخذ الحلول ، فلا يمكن بحال استلهام حياة بسيطة بعيدة عن التعقيد لتكون نموذجا لحياة معقدة واسعة الافاق .
ومع تعقُّد النظم واتساع كل مجالات الحياة، يجعل إنجازات السابقين ذات دلالة رمزية ليس أكثر، فلا ينبغي أن تتحول إنجازات السلف إلى عوائق أمام التحديث والتطوير.
والأمر الآخر …لماذا لا نتساءل عن جهودنا في الإضافة لما أنجزوه، وأن نحاول نقده، فالنقد أحد وجهي البناء.
وإنما يكون الاقتداء القرون الثلاثة المفضلة في جرأتهم على الاجتهاد في المسائل و المستجدات التي طرحت في أزمنتهم ، وأبدوا آراءهم .
ومع التطور السريع الذي نشهده اليوم يحتاج إلى أن نواكبه برؤى وآراء وأفكار تجمع بين التأصيل والتحديث.