العفةُ عن المال العام دليل الانتماء
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
” إني أنزلتُ نفسي من مال الله ( المال العام) منزلةَ مالِ اليتيم، إن استغنيت استعففت، وإن افتقرت أكلتُ بالمعروف. كأنه يشير إلى قول الله تعالى: “وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ”.
والله سبحانه يقول عن أكل مال اليتيم
{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}
فأي اعتداء على المال العام أو بيع مقدرات الدولة أو ثراوتها خارج نطاق المسموح به شرعا وقانونا مما يحقق المصلحة العامة للناس وليس مصلحة لأشخاص ..هو من باب أكل المال الحرام ..الذي عبر عنه القرآن بصريح العبارة (إنما يأكلون في بطونهم ناراً )..ثم (وسيصلون سعيرا).
فالناس اليوم _ مع غياب سلطة الدولة ،والتحالفات المعلنة والخفية وللاسف حتى بين الجهات الرقابية والقضائية _..لا يردعهم رادع إلا إذا انتبهوا لعواقب ما هم فيه من سحت وظلم وخيانة …فالكيْس فالكيْسَ.
{قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
مهما كثرة ثروتك فإن كانت من الحرام فلا خير فيها والخصماء أمام الله كثير .
اترك لذريتك الرزق الحلال والسمعة الحسنة خير من أن تترك لهم (كان أبوهم …….) وقد ينتفعون بالمال الحرام إلا أن ذلا وهوانا يلازمهم أبدا ولا يفارقهم.
اللهم سلّم سلّم..