من تراب ..من تراب
نحن أبناء التراب نطؤه بأقدامنا لنتعلم التواضع وننفي الكِيْر والخُيلاء ..…وهل يتكبَّر الإنسان إلا ساعة ينسى أنه طين؟!
وكما قال الشاعر إيليا أبو ماضي :
نَسِيَ الطِّينُ سَاعَةً أَنَّهُ طِيْنٌ…حَقِيرٌ فَصَالَ تِيْهَا وَعَرْبَدْ
وَكَسَى الخَزُّ جِسْمَهُ فَتَبَاهَى…وَحَوَى الْمَالَ كِيسُهُ فَتَمَرَّدْ
يَا أَخِي لَا تَمَلْ بِوَجْهِكَ عَنِّي…مَا أَنَا فَحْمَةٌ وَلَا أَنْتَ فَرْقَدْ
أَأْمَانيّ كُلُّهَا مِنْ تُرَابٍ…وَأَمَانِيكَ كُلُّها مِنْ عَسْجَدْ؟!
وَأَمَانِيَّ كُلُّهَا لِلتَّلَاشِي…وَأَمَانِيِكَ لِلْخُلُودِ الْمُؤَكَّدْ؟!
وكما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم :(إنَّ اللهَ قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفخرَها بالآباءِ , مؤمنٌ تقيٌّ , وفاجرٌ شقيٌّ , أنتم بنو آدمَ , وآدم من تراب, لَيَدَعَنَّ رجالٌ فخرَهم بأقوامٍ , إنما هم فحمٌ من فحْمِ جهنمَ , أو لَيكونُنَّ أهونَ على اللهِ من الجِعْلَانِ التي تدفعُ بأنفْها النَّتِنَ )
معنى: “عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ”، أي: ما كان مِنها مِن كِبْرٍ،وفَخْرَها بالآباءِ•
والجُعَلُ: دُوَيْبَّةٌ سوداءُ، وهي ما تُعرَفُ اليومَ بالخُنفُساءِ، “الَّذي يُدَهْدِهُ”، أي: يُدحرِجُ، “الخِرَاءَ بأَنفِه”، أي: بواسطةِ أنفِه.
ولك أن تتصور أنّ أناسا لازالوا يعيشون حياة الجُعل الذي يجمع ويدحرج القاذورات.
حياته كلها نتن وتخلف وخسارة للعمر …أنا من قبيلة كذا ،والمدينة الفلانية…ومعها (ولا فخر)……تفخر بماذا يا ابن التراب ومأكول التراب غدا…عقل مختل وسلوك المعتل.
ونسي الأرعن أن الله لن يسأله عن قبيلته ولا عن نسبه إنما عن عمره فيما أفناه وشبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين أكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم .
من الطين إلى الطين فعلام التفاخر والاحتقار.