- الحَذَرَ …الحَذَرَ
طبيعة بعض الناس ضراوة النفس..وحدة الطبع..وخشونة الألفاظ..ويجري اللعن على ألسنتهم كما يجري النّفَسُ.
وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) أخرجه مسلم.
وفي الحديث الآخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلاَ الطَّعَّانِ وَلاَ الْفَاحِشِ وَلاَ البذيء) أخرجه الترمذي وأحمد.
فرحم الله امرءاً قال خيراً فغنم، أو سكت فسلم.
وقد جدّ في هذا العصر (الشتم في العالم الإفتراضي) عبر مواقع الإنترنت، باسم صريح مكشوف…أو شتيمة مقنَّعة تختفي وراء اسم أو لقب وتتحلل من كل القيود والتبعات.
وكثير من الناس يغريهم الشتم والسب والفري في الأعراض فيعشقون متابعة صاحب الشتيمة الإلكترونية ..!
وهذه الأحوال هي أصدق دليل على غياب المبادئ، وضياع القيم، وسيطرة الوحشية والغضب الأعمى، والانتقام الشخصي على صاحبها، وهيهات أن تكون نصرةً لحق أو تعزيزاً لدينٍ.
الشيء اللافت أنه مع تفاقم الأزمات وكثرة الاختلاف ترتفع وتيرة الغضب ويحتدم لدى أقوام لا يجدون وسيلة إلا الشتم..
وعذرهم أنهم (مقهورون)!!
وليس ثمت حرج أن يختلف الناس لكنّ آلية معالجة الاختلاف هي بالحجة الناصعة والقول اللين، ورجاحة العقل ونبل الطبيعة.
بل الأدهي من ذلك تلك الجيوش_ الإلكترونية وفي الفضائيات لبعض الإعلاميين والمدونين …الذيت تحولوا إلى قضاةِ يصدرون الأحكام جُزافا بلا رقيب ولا حسيب …بدلَ أن يكونوا موقظين للوعي ومبلغين للحقيقية وطلائع صدقٍ لمجتمعهم (فالرائد لا يكذب أهله)
كل ذلك بسبب الاصطفاف وعدم الإنصاف…ومنهم يقتات على موائد اللئام ، وصاروا بيادق لمن يرمي لهم بفُتات رخيص.
قال النبي صلى الله عليه وسلم (تَعِسَ عبدُ الدينار وتعس عبد الدرهم وتعس عبد الدنيا )
والتعاسة : حال شاقَّة ومُؤْلِمة، قِلَّة سَعادة، سوء حال.
…وأيضاً وجود صفحات كثيرة بأسماء بعناوين براقة لا يُعرفُ أصحابها تلقي الكلام والاخبار بلا زمام وخطام.
كيف لعاقل أن ينقل خبرا لا يعرف حقيقة مصدره.
لا يتثبت من الأخبار إلا إنسان عريض القفا بليد الشعور صفيق الوجه..همُّه أن ينفث ما في صدره من أمراض دفينة صادفت ظروفا مناسبة.
ألم يعلم أمثال هؤلاء أنهم يستصغرون عقولهم ويحتقرن نفوسهم بنزولهم إلى هذا الحضيض المُنتن.
وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال :(كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) يحدّث بكل ما هبّ ودبّ و لا يبالي… ويدخل في ذلك أن ينقل ويحدث بكل ما قرأ .. لاسيما في صفحات التواصل الاجتماعي المليئة بالكذابين المُسعرين لنار الفتنة بين أفراد المجتمع.
وقال أيضا؛( إن الكذبَ يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار )… إلى أين ؟ إلى النااااار.
فإياك إياك…. لاسيما ونحن في الأشهر الحرم….فالذنوب في الأيام الفاضلة يتضاعف وزرها .
د.أسامة الصلابي