صليت الجمعة (23/ذي القعدة/1445هجري ) في مسجد (حسن الشَّرَبَتلي )بمدينة القاهرة حرسها الله وبارك في أهلها .
صلىَّ بنا الشيخ الدكتور أحمد البُصيلي الخطيب المفوَّه وكان موضوع خطبته عن (قيمة المالِ في الإسلام)
كانت خطبة جميلة ومؤثرة ..ما يقارب الساعة لا تشعر بالملل.. فقد كان من المُكنة والانسيابية وسلاسة العبارة …بحيث استطاع الإمساك بزمام عقولنا وقلوبنا فلم نشعر بطولها.. وهو يمزج الفصحى بالعامية المصرية الجميلة (بالبَلَدي كِده) مع استحضاره للآيات والأحاديث والشعر … ونبرة صوته وإيقاعها على المسامع، واختياره للكلمات المُفهِمة لا يحتاج السامع إلى عَنَاء شرحها فقد كان بليغا بعيدا عن التقعر والتفهيق.
بل …يفاجئك في أثناء حديثه باللهجة العامية المصرية مصحوبة بداعبة وظرافة التي اشتهر بها المصريون .
كلُّ ذلك مع حُْسْنِ سمته ولباسه الأزهري الجميل .
لقد كان الناس مشدودين وفي غاية التأثر ودعا لأهلنا في غزة وحثَّ الناس على الإنفاق وواجب النُّصرة …وتحدث عن بعض القضايا التي هي لصيقة جدا بأحوال مجتمعه وبيّن ما ينبغي فعله بكلمات عذبة رقراقة تحمل الحب والخير للناس بعيدا عن التجهم والعنت وجَلْدِ الناس.
ثم ماذا بعد ذلك؟
فلقد أبهرني بسعة صدره للناس وبِشْرِه الذي يعلو مُحياه..بوجِهٍ طلْق وابتسامة برَّاقة …
جلس بعد الصلاة والناس حوله كالهالة.. قرابة الساعة الكاملة وهو يجيب سائلا ويواسي شاكيا.. ويصحح مفهوما.. ويعلم جاهلاويعيش هموم الناس ومعاناتهم.
لقد كانت خطبةً وجلسةً مع الشيخ ألهمني كثيرا من المعاني التي افتقدها كثيرٌ من الدُّعاة والخطباء…فهو يعيش مع قومه وشعبه وأعراف بلده وخصوصيتهم بعيدا عن استيراد ما لا يصلح لهم مما قضت الشريعة باعتباره وعدم اعتباره.
تعلمت منه الكثير الكثير.. من مقاله وحاله… فجزاه الله خيرا.
د. أسامة الصلابي
(مصر/ مدينة القاهرة حرسها الله)
يوم الجمعة 23/ذي القعدة/1445هجري
الموافق 31/5/2024م