د.أسامة الصَّلابي
  • الرئيسية

  • السيرة الذاتية

  • مقالات

اشترك الان

الموقع الرسمي للدكتور أسامة الصلابي

  • الرئيسية

  • السيرة الذاتية

  • مقالات

شيءٌ من التشخيص

الظلم الذي عشعش في بلادنا منذ عقود وإلى يومنا هذا، فَقَتَلَ الألوفَ المؤلفة، وهجرها وشرَّدها وسجنها، وعطل الطاقات، ونهب البلاد، وضيَّق على كل ذي نشاط وفعالية وإبداع أو مبادرة ، سببٌ جوهري لكل ما نعانيه.
والأَدْهَى من ذلك حين قام الظلم بكل صفاقة يتغنى بالبناء والنهضة والتطور، بعد أن تفرجت الجماهير الذَّلول الذبيحة برعب على فلذات أكبادها، يُقتل الواحد منهم تلو الآخر ولا يجرؤ أحد على الكلام في بلاد الصمت الطويل.
وكل ذلك تحت الطوارئ وشعارات التصدي والمواجهة والمجابهة ومكافحة الإرهاب …فباسم هذه الكلمات مورس استغلال وجرائم بحق شعب كامل ، وصارت ذريعة لكل انتهاك للحرية ،ومصادرة لحقٍّ، وحجةَ الطغاة، وعقيدةَ العبيد..وأصبحنا في غياهب ضياع في ضياع.

وإَنْ سُمح بشيء من التعبير والنقد فهو من تتمات أصول اللعب والتدويخ والاستيعاب للشعوب المسكينة الغافلة.
إنها فكرةَ الضرورة التي أملتها جوقة بعض السلاطين ووعاظهم من المثقفين والنخب التافهة التي تقتات على موائد اللئام، أؤلئك الذين يظهرون لنا في الإعلام بألقاب مفخمة تنفخ ذواتهم من شهادة عليا ومستشارين وخبراء في شؤون الأرض، وعلوم الفضاء، وماوراء الطبيعة ،لكنِّ قلوبهم خلت من كل فضيلة أو قيمة إنسانية تنحاز إلى الحق …إنهم مثقفون متوحشون افترسوا كلَّ فضيلة وتجردوا من نُبل رجولة، وصنعوا لأسيادهم هالات مصطنعة سُمِّيت بالخطوط الحمراء.
المسلمُ في عقيدته لا توجد خطوط حمراء إلا للوحي المقدَّس فهو فوق الزمان والمكان …أمَّا غيره فهو خاضع له وتبعٌ.
يجب علينا أنْ لا نقفزَ فوق المقدمات الصحيحة، إَنْ أردنا إصلاح الأوضاع…وذلك بمراجعة التفكير في طريقة تفكيرنا وإعادة النظر في شبكات الفهم وسلَّم القيم وبناء ثقافة تُحَرِّضُ على الوعي بإعلاء قيمة الإنسان وإرساء التعايش المشترك والإيمان أنَّ التنوع قوة مادام في إطار الوحدة..وبذلك كلِّه نخرج من حالة الكلالة إلى الفاعلية والانجاز…ويكسب الجميع لاسيما الأجيال القادمة.
﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [ الزلزلة: ٧، ٨ ] .

د.أسامة الصلابي 

جميع الحقوق محفوظة © للصلابي 2024