لماذا؟
نسمع أحيانا من يردد فى ألم : (نحن متفرقون على حقنا ، وهم مجتمعون على باطلهم !)
رغم أنَّ طبيعة الحق أن يجمع أهله ! …فهل المتفرقون على حقهم أصحاب حق.
للأسف أنَّ الكثرةَ السائرة تحت لواء الحق في بواطنهم دخنٌ ،وأمراض، وعُقَد نفسية مخبؤةٌ لا تظهر أثناء الاحتدام والصراع مع الباطل، فتجدهم يحتشدون بأجسامهم فقط تحت راية الحق ، لكنَّ المآرب المخبؤة كثيرة ، والأطماع مختلفة ، تجعل لكل منهم وجهة هو مُوَلِّيها .
وهذا من الأسباب التي جعلت ثورات عديدة تُسْرق من أصحابها ويختطفها حذاق السياسية وشطَّار المراوغات ودهاقين المخاتلة ووأساتذة الخداع…ساروا بها إلى غاية أخرى !
حتى قيل : الثورات يرسمها المثاليون وينفذها الفدائيون ويرثها المرتزقة ! !
لماذا صار للمرتزقة موضع قدم ؟ …لأنَّ المثالين والفدائيين لم يكونوا على قلب رجل واحد في الإيثار والتجدد، بل كان داخلهم أغراض وأهواء …وقدموا أغراضهم الدنيا على الأهداف الكبرى.
إننا عندما نستخف بالأخطاء الخفية فستنتهى بنا إلى مصير حالك.